السيول تبتلع أسرة في محافظة إب اليمنية وإنقاذ طفلة

السيول تبتلع أسرة في محافظة إب اليمنية وإنقاذ طفلة
السيول في مدينة إب اليمنية

لقي أربعة أفراد من أسرة واحدة مصرعهم غرقًا في سيول الأمطار التي اجتاحت منطقة ميتم جنوب شرقي مدينة إب، مساء الأحد، فيما تم إنقاذ فتاة صغيرة، في مشهد جديد يعكس خطورة موسم الأمطار على السكان في محافظة إب وسط اليمن.

وأكد سكان محليون أن السيول الغزيرة جرفت الأسرة في أثناء مرورهم بأحد المجاري المائية، مشيرين إلى أن طفلة في التاسعة من العمر وامرأة مسنّة تم العثور عليهما في منطقة "غيل عينان" بعد أن حملهما السيل من ميتم، وقد نُقلت الطفلة إلى مكان آمن، في حين فارقت المرأة الحياة، وفق موقع صحيفة "المصدر أونلاين" اليمنية.

وفقًا للموقع ينتمي الضحايا لأسرة المواطن صالح القمادي الذي لا يزال مفقودًا حتى اللحظة، فيما أكدت المصادر أن الطفلة الناجية هي ابنة أخيه، وقد توفيت والدته وحفيدته في الحادث ذاته، ولا تزال فرق الإنقاذ والأهالي في المنطقة يواصلون جهودهم بحثًا عن جثمان القمادي المفقود.

حوادث متكررة

وتأتي هذه المأساة بعد أيام فقط من حادثة مشابهة في مديرية حبيش شمال المحافظة، حيث أودت الأمطار الغزيرة بحياة 7 أشخاص نتيجة انهيار منزلهم.

وتشهد محافظة إب حوادث غرق وتهدم متكررة في كل موسم مطري، وسط ضعف البنية التحتية وغياب خطط الطوارئ والاستجابة السريعة.

في مشهد آخر يوثق التضامن الشعبي، انتشر مقطع فيديو لسائق مركبة دفع رباعي قام بإنقاذ سائق حافلة صغيرة علقت وسط مياه السيول في أحد شوارع إب، وقد تدخل الرجل في الوقت المناسب وسحب المركبة قبل أن تجرفها المياه، ما أثار إعجاب المتابعين وإشادتهم بشجاعته.

أمطار غزيرة وإنذارات مبكرة

تشهد محافظات إب وتعز ومناطق أخرى في اليمن هطول أمطار غزيرة خلال الأيام الأخيرة، تسببت في فيضانات جارفة وأضرار بشرية ومادية واسعة، وسط تحذيرات من استمرار الحالة الجوية المتقلبة.

ووفقًا لتوقعات مركز التنبؤات الجوية والإنذار المبكر، من المتوقع أن تتواصل الأمطار المصحوبة بعواصف رعدية على المرتفعات الغربية من صعدة إلى لحج، مع احتمال امتدادها إلى السواحل الغربية وأجزاء من محافظات الجوف ومأرب.

وحذّر المركز المواطنين وسائقي المركبات من الاقتراب من مجاري السيول والوديان، داعيًا إلى أخذ الحيطة من تدني الرؤية في أثناء العواصف الرعدية، كما نبّه سكان المناطق الصحراوية والساحلية إلى ارتفاع درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة، مع نشاط رياح قد تثير الأتربة وتؤثر في الصحة العامة.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض أخيرًا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات القوية والمفاجئة وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض، وكذلك على الحياة البرية، وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات وإزالتها والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري بجانب تدمير الحياة البرية.

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية